• العاشق المتمرد

  • May 11 2025
  • Durée: 7 min
  • Podcast
  • Résumé

  • كان محمد الماغوط شاعراً وكاتباً مسرحياً وروائياً وساقياً ساخراً من سوريا، وُلِد وعاش ومات في بلدته السلمية. عاد إليها حاملاً مرارته الساخرة إلى أحبته وعشاق كتاباته. عانى من الظلم مبكراً، بما في ذلك تجربة السجن التي حوّلها إلى ملحمة وجعلته يكتشف نفسه كشاعر، لكنه لم ينسَ الإهانة وظل يتطلع خلفه خوفاً من تكرارها. كان الماغوط متعدد المواهب، كتب للإنسان والحياة، وللوطن والأمة. أعماله لاقت رواجاً واسعاً في التلفاز والسينما. طاف في الأجناس الكتابية كطوفان ساحر، فكتب الشعر، المسرح، الرواية، المقالة الصحفية، والرسائل الطريفة. من أشهر دواوينه التي تُعد "كلمته الحية": "حزن في ضوء القمر"، "غرفة بملايين الجدران"، "الفرح ليس مهنتي"، و"العصفور الأحدب". يُعتبر عبقرية حقيقية في قصيدة النثر العربية، فقد استطاع أن يستخرج من الحساسية الجمالية العربية إيقاعاً داخلياً جديداً وزخرفها باستعارات وصور جريئة، وجاء شعره متدفقاً كالنثر، يقول النثر كأنه شعر، ويعتبر الهامش بصدقه وقوته وحرارته. مسرحياته كانت علامة فارقة، ومن أشهرها: "ضيعة تشرين"، "غربة"، "كاسك يا وطن"، و**"شقائق النعمان"**. هذه المسرحيات، التي جسدها الفنان دريد لحام، صنعت "مسرح محمد الماغوط" ووصلت إلى ملايين المشاهدين العرب، حيث وظف فيها أساليب فنية متنوعة كالميلودراما والفانتازيا، ولجأ إلى حيلة مقابلة الماضي بالحاضر ليبين مفارقات الواقع. وُصف الماغوط بأنه شاعر الشارع اليومي وقضاياه، شعره للعامة وليس للخاصة. كان متسكعاً حضارياً ولاجئاً اقتصادياً، ومتمداً دائماً. استخدم السخرية اللاذعة كأسلوب فني مصقول لترجمة معاناته، وكان يعتقد أن "الموت والحزن حاجتين مهمين"، بينما الفرح ليس مهنته، رغم أنه قد يكون "جميلاً ولو عابراً". عرف عنه حبه لبعض المقاهي الدمشقية مثل "أبو شفيق"، والتي كانت توفر له مكاناً حميماً وعزلة شكلت له حصانة. تميزت كتاباته الأولى في مجلة "شعر" بكونها غير عادية وغير نمطية، وجذبت بـ "بساطتها وغموضها وغنائيتها" وتوقها للتحرر. لم يأتِ من التراثين بل جاء كفلاح يقطف لغة الناس وحكى حكايته البسيطة التي أعاد كتابتها في كل قصائده. تزوج من الشاعرة سنية صالحي وأصبح عديل الشاعر أدونيس. كانت كتبه ممنوعة من الانتشار في أماكن عديدة، ربما لجرأتها وفضحها للواقع. واجه الرقابة كثيراً في حياته، حتى أصبح الرقيب في داخله. لم يكن يتابع التلفاز أو المسلسلات، لكنه أحب الموسيقى الكلاسيكية والربابة والاستماع إلى القرآن الكريم مجوداً. مات الماغوط وهو "صاحب إمبراطورية بيضاء" و"كائن متعدد الكائنات"، ووصف بأنه يشبه النسر المتمرد، ورائد الحداثة الشعرية، والعصفور الحزين. في النهاية، "محمد الماغوط لا يشبه سوى محمد الماغوط". كتابته فعل حضور في مواجهة الغيابات، وجرأته ولغته ومفارقاته محرضة على الاختلاف، وهو "حرب جريئة على المفارقة" تظل حاضرة ومدهشة ومقروءة.
    Voir plus Voir moins

Ce que les auditeurs disent de العاشق المتمرد

Moyenne des évaluations de clients

Évaluations – Cliquez sur les onglets pour changer la source des évaluations.